محمود عبدالعزيز في فيلم الكيت كات
٢٠ سبتمبر ٢٠٢٥| آخر تحديث:٢٣:٢٤ (توقيت القاهرة)
يُعد فيلم الكيت كات (1991) واحدًا من أعظم كلاسيكيات السينما المصرية، وما زال حتى اليوم يحظى بجمهور واسع يشاهده ويعيد اكتشافه. الفيلم مأخوذ عن رواية مالك الحزين للكاتب إبراهيم أصلان، لكن الأداء التمثيلي الخالد للنجم محمود عبد العزيز في شخصية الشيخ حسني هو ما أعطى للفيلم مكانته الخاصة. في هذا المقال، سنحلل تفاصيل هذا الدور الاستثنائي الذي جمع بين الكوميديا والتراجيديا، وجعل الشيخ حسني رمزًا خالدًا في تاريخ السينما المصرية والعربية.
شخصية الشيخ حسني
الشيخ حسني، الرجل الكفيف في حي الكيت كات الشعبي، بدا من أول مشهد وكأنه إنسان سعيد بالحياة رغم مأساته. ابتسامته، وضحكته العالية، وطريقته في التعامل مع الناس جعلته أقرب إلى شخصية "تحتفل بالحياة" بدلًا من الاستسلام للواقع. محمود عبد العزيز نجح في تقديم التناقض بين الإعاقة الجسدية و_البصيرة الداخلية_ التي جعلت الشيخ حسني يرى الواقع أوضح من الآخرين.
تفاصيل الأداء التمثيلي لمحمود عبد العزيز
من الناحية التمثيلية، اعتمد عبد العزيز على لغة الجسد بشكل مبهر. عيناه دائمًا مرفوعتان للأعلى، في حركة تُوحي بالعمى، ومشيته تحمل ملامح المكفوفين. ورغم ذلك، في الحوار والتفاعل كان يتصرف وكأنه يرى أكثر ممن حوله، وكأنه يفضح زيف المجتمع من حوله. هذه الازدواجية جعلت الأداء حقيقيًا إلى أبعد مدى.
المزج بين الكوميديا والتراجيديا
من أصعب ما يمكن أن يقدمه ممثل هو المزج بين الضحك والبكاء في شخصية واحدة. الشيخ حسني كان دائمًا خفيف الظل، يسخر من نفسه ومن عماه، لدرجة أن مشاهد كثيرة أصبحت من علامات الكوميديا السوداء في السينما المصرية. لكن خلف هذه السخرية تختبئ مأساة إنسانية عميقة، تظهر في لحظات الانكسار أو الحنين. هذا التوازن هو سر خلود الشخصية.
أثر الدور على مسيرة محمود عبد العزيز والسينما المصرية
رغم أن محمود عبد العزيز قدّم عشرات الأدوار المهمة في السينما والدراما، إلا أن شخصية الشيخ حسني في الكيت كات تظل علامة فارقة في تاريخه الفني. النقاد يعتبرون هذا الأداء أحد أعظم أدوار التمثيل في تاريخ السينما العربية، والجمهور ما زال حتى اليوم يردد جُمله الشهيرة ويستحضر مشاهده. الفيلم نفسه أصبح مرجعًا لكل من يريد دراسة كيفية بناء شخصية إنسانية واقعية تجمع بين العمق والمرح.